السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسمع دائمًا عن افتراض عمر معين لمحركات السيارات , و قد يلاحظ هذا فعلاً لدى البعض بينما لدى البعض الآخر لا تدوم معهم محركات سياراتهم طويلاً.
سنناقش هنا العوامل المؤثرة على عمر المحرك لكي نطبقها و نتنجنب أسباب إتلاف المحرك سريعًا. فالمحركات بالفعل لها عمر افتراضي لكن بناءً على طبيعة استخدام معينة.
في هذا الموضوع سأتكلم عن الفقرات التالية :
أ) فيما يتعلق بزيت المحرك
ب) فيما يتعلق بطريقة الاستخدام
ج) تدارك الأعطال
فأقول مستعينًا بالله:
فيما يتعلق بزيت المحرك:
1- استخدم الزيت ذي اللزوجة المحددة للمحرك.
و المرجع في هذا هو دليل المالك , و نجد هذا موضحًا في بعض السيارات على غطاء تعبئة الزيت.
بعض السيارات مثلاً توصي باستخدام الزيت الثقيل في الجو الحار , و الزيت الخفيف في الجو البارد. فنجد في دليل المالك هذا الشكل لتوضيح أنها تقبل كل الزيوت لكن مع استحسان اللزوجة المناسبة للجو:
مثلاً: بيجو 206 موديل 2003 :
و هنا أيضًا لكن بطريقة عرض أخرى كما في دليل مرسيدس E موديل 2011 :
في مثل هذه السيارات: استخدام الزيت الخفيف في موسم الحر قد يؤدي إلى سرعة تبخره. فهنا تكون نقطة القوة للزيوت الثقيلة مع هذه السيارات.
السيارات الأوربية تقريبًا هي أكثر ما رأيتها ما زالت حتى اللحظة على هذا النمط.
بينما تجد تخصيص بعض الصناع في أدلة المالك للزوجة الخفيفة فقط في جميع الأجواء , نظرًا لكون مضخة الزيت (الطرمبة) مصممة فقط باستخدام هذه اللزوجة , و لأن الزيت الخفيف بالنسبة لها أكثر مقاومة للاحتكاك , و تكايات البلوف تعود للانكماش فقط بالزيت الخفيف.
من الجدير بالذكر أيضًا كما بين الأخ [ formula_one ] أن أنظمة الفتح المتغير للصمامات لا تعطي نتيجتها إلا باستخدام الزيت الموصى به.
مثال: فورد إكسبلورر 2014 :
و على هذه الحال معظم السيارات الأمريكية و الآسيوية.
3- تغيير الزيت عند انتهاء عمره.
أنبه في البداية إلى عدم الاستماع إلى ما يقوله عمال المحطات بافتراض العمر القصير جدًّا للزيت. حتى الزيوت الرخيصة تمشي على الأقل ضعف المسافة التي يتكلمون عنها!
نسمعهم كثيرًا يوصون بتغيير الزيت كل 2500-3000 كم !
مع التجربة الشائعة , عمر الزيت قد يصل إلى 6000 أو 7000 كم .. و قد جربت ذلك مرارًا و على الزيوت العادية المعتدلة الثمن (تقريبًا 14 إلى 16 ريال للتر) و ليست الأنواع الغالية. و أدلة المستخدم عندما نرجع لها توصي بالتغيير كل 5000 كم.. هذا و نحن نعلم الاحتياط الزائد من صناع السيارة , فكيف يأتي هؤلاء و يقولون 3000 كم ؟!
أحيل إلى هذا المقال الذي يخلص إلى عدم ضرورة تغيير الزيت كل 5000 كم طالما بقيت فيه صلاحية.
http://auto.howstuffworks.com/under-...-indicator.htm
ذُكر فيه أن الزيت يمكن معرفة فقدان صلاحيته بالطرق التالية:
- إذا كان موصل للكهرباء
- حساس قياس عمر الزيت في حال توفره في السيارة.
- الشوائب
- وجود الماء. و المقصود هو فقدان اللزوجة و بالتالي فقدان خاصية التزييت مما يسبب تآكل الأسطح المعدنية.
ملاحظة رأيتها بتجربة البعض: استخدام الزيت التخليقي جيد و لا يضر أي سيارة و عمره مضاعف , لكن سلبيته هو ترك بقايا شبه جامدة (أشبهها بالتجلطات).
فيلزم عمل غسيل للمحرك كل فترة و لكن باستخدام سوائل الغسيل الجيدة و ليست الرخيصة التي تزيد الطين بلة. و لا ضرر أبدًا بغسيل المحرك داخليًّا بهذه المواد.
نقطة ذكرنا فيه الزميل [ Bader-M ] أدناه , و هي تغيير فلتر الهواء و فلتر الوقود بانتظام , و استخدام الأصلي منهما ؛ حيث أن غير الأصلي يمرر الهواء مع أسواخه إلى داخل المحرك و لا ينقي الهواء. و نقول نفس الشيء عن فلتر الوقود.
فيما يتعلق بطريقة الاستخدام:
1- تجنب الإكثار من التسارع الشديد ؛ فهذا يرفع الحرارة بسرعة و يزيد من قوة الاحتكاك بشكل سريع , فالزيت قدرته ليست متناهية في تدارك الاحتكاك.
هذا الأمر يضعف من صقل الأجزاء المعدنية مع الزمن و بالتالي عدم تحملها و قصر عمر المحرك.
2- إلى جانب مشكلة التسارع .. تجنب طول المدة لارتفاع دوران المحرك (RPM) حتى بدون تسارع. و يقال في هذه النقطة ما يقال في سابقتها من حيث قصر عمر الأجزاء المتعرضة للاحتكاك.
3- إحماء السيارة لفترة عند التشغيل. و هذا فيه تفصيل و السيارات ليسوا سواءً في هذه الناحية.
قام الأخ [ ساري الليل ] -و قد كُتب قبله- بكتابة موضوع عن تسخين السيارة هنا :
http://www.assayyarat.com/forums/t289160.html
و قد زدت أنا و كذلك الأستاذ [ formula_one ] على موضوعه مما أعتبره زيادةً و تكميلاً لا تخطئةً. فالقاعدة ليست ثابتة لكل السيارات و ليس كما يذكر الصانع دائمًا بأن تشغل السيارة و تقودها مباشرةً.
معظم السيارات الحديثة توضح في دليل المالك بإمكانية التشغيل ثم القيادة بعد ثواني فورًا و أن لا يلزم الانتظار لدقائق حتى يسخن المحرك.
بعد رجوعي لأحد المهندسين و نقاشي معه في ذلك عرفت أن السبب يعود إلى نوع المعدن المستخدم في حلقات المكبس (الشنبر) و كتلة الأسطوانات (السلندر). إذ أن الشنابر في السيارات الحديثة ذات معامل تمدد أقل و الفجوة فيها ضئيلة جدًّا بخلاف شنابر السيارات القديمة.
ما الفائدة؟ الفائدة هي عدم الحاجة للانتظار حتى يتم إغلاق الشنبر بفعل الحرارة من أجل إتمام ضغط انفجار الوقود في السلندر. و للعلم: هذه أحد وظائف الثرموستات (بلف الحرارة).
و هذا مرجعي في الحقيقة و هو تعليل منطقي لسبب اختلاف السيارات في موضوع الإحماء. و ما زلت أبحث عن مستند أو صفحة على الإنترنت حتى يحصل الإقتناع أكثر.
فهذا الموضوع مهم في إطالة عمر المحرك و كفاءة استهلاك الوقود بالنسبة للسيارات التي يلزمها ذلك. و دليل المستخدم يوصي بالخلاصة و بشكل مبسط للجميع ,, بغض النظر عن التعليلات العلمية.
تدارك الأعطال:
1- تدارك ارتفاع الحرارة.
عند ارتفاع الحرارة لأي سبب , أوقف السيارة فورًا حتى تبرد قليلاً و بادر بإصلاح السبب. أسباب الارتفاع الحرارة كثيرة و ليس هذا موضوعنا.
الاستمرار في استخدام السيارة على حرارة عالية سيتلف المحرك (تجييم و تصلب الأجزاء المتحركة على بعضها) و بالتالي فقدانه و عدم إمكانية إصلاحه بالتوضيب أبدًا.
2- تنبه إلى نقص مستوى الزيت.
جميع السيارة مزودة بشكل قياسي بعلامة تحذيرية لنقص مستوى الزيت. بل بعضها يوفر لك الكمية المتواجدة بواسطة مؤشر.
و نقص الزيت بالعموم يكون بسبب تهريب أو بسبب حرق الزيت داخل حجرة الاحتراق.. و سبب الحرق بإيجاز إما من تآكل الشنابر أو اهتراء جلد البلوف.
أيضًا الاستمرار باستخدام المحرك على مستوى زيت متندي سيؤدي إلى تلف المحرك كما تم التوضيح في النقطة السابقة.
3- عند وجود خلل في حرق الوقود Misfiring (بالعامية: التفتفة) لأي سبب , فبادر بالفحص و معرفة السبب.
هذا الخلل يؤدي إلى تراكم بقايا الوقود الغير تام الاحتراق (الكربون) في مختلف الأماكن مثل: البواجي , بلوف الهواء و النار , دبة البيئة , رأس الشكمان , حساس الأكسجين , صمام EGR ... إلخ
مما يجعل عمل هذه الأجزاء ليس كما ينبغي , بالإضافة إلى أن تراكم الكربون داخل حجرة الاحتراق أمرًا ليس بالمحمود من أجل القدرة و عمر المحرك!
و أود الإشارة هنا إلى مواضيع للأستاذ [ formula_one ] للاستفادة:
تطرق صاحبنا [ formula_one ] في ملاحظته أدناه بأن عدم كفاءة البخاخات نتيجتها نزول الوقود عل شكل سائل إلى حجرة الاحتراق , و بالتالي تسربه غلى حوض الزيت و اختلاطه به. هذا من شأنه أن يُفقد الزيت لزوجته و غرضه الذي وُجد له.
أتمنى أن يكون ما كتبت مفيدًا.
و ما كان صوابًا فمن توفيق الله , و ما أخطأت فمن نفسي. و الباب مفتوح لمن يريد زيادة الفائدة أو رد على نقطة معينة.
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحابته الكرام أجمعين.