السلام عليكم ورحمة الله
نحن في موسم أمطار وسيول وكثير منا له قصص مأساوية ولكن هناك من عنده قصص طريفة.
أيام الشباب (ولم أعد من الشباب) كانت عندي بيكب نيسان.
وإذا كانت البنت اللبنانية تقول في دعاية سيارات النيسان ذاك الوقت: "سيارة النيسان حبي الثاني" فلقد كانت وقتها البيكب النيسان حبي الأول
في وقت مثل هذا الوقت من السنة شغلت سيارتي واتجهت لمزرعة لوالد صديقي. المزرعة تبعد عن البيت أكثر من نصف ساعة وبعيدة عن أقرب منطقة سكنية وذاك الوقت مافيه جوالات طبعا.
لما وصلت المزرعة كان الطريق الرملي المؤدي لمدخل المزرعة بحيرة كبيرة بسبب الأمطار وأحتاج أسوق السيارة لمئات الأمتار داخل البحيرة.
الماء كان صافي وتوهمت أني أستطيع أن أعبر الشارع بسهولة إذا قدت السيارة ببطء. وخاصة إني قلت لنفسي: مادام أصحاب المزرعة قدروا يدخلون المزرعة فأنا أقدر.
أول حاجة تبين أني كنت مخطء فيها أن المزرعة لها مدخل ثاني كنت أجهله والمدخل كان سالك.
ثاني حاجة إن السيارة لما صرت في منتصف البحيرة توقفت.
حاولت أشغلها وما اشتغلت.
وهنا وجدت نفسي في ورطة.
الماء مرتفع وأحتاج أن أنزل في الماء.
وإذا السيارة ما اشتغلت سأكون في مأزق.
فتحت الكبوت وإذا أتفاجأ بسير الدينمو فالت.
لحسن الحظ أنه فالت وليس مقطوع.
لكن السؤال: كيف يمكن أن أعيد تركيبه؟
لإعادة تركيبه لابد من فك براغي الدينمو وهم حسب ما أذكر ثلاثة أحدهم في الأسفل.
ولا أستطيع فتح البرغي اللي في الأسفل إلا أن أنزل تحت السيارة وهذا الأمر غير ممكن.
أنتظرت لعل أحد يمر وينقذني ولكن لم يمر أحد.
كنت مثل اللي ضايع في قارب في البحر.
بعد أن وصلت إلى اليأس قررت أن أجرب أفك الدينمو من البراغي اللي أستطيع أصل إليها وأحاول أركب السير.
تذكروا أني في وسط بحيرة من الماء.
لحسن الحظ نجحت الخطة واستطعت تركيب السير وكما يقول العرب: أقفلت راجعا من حيث أتيت ولا أريد أن أفكر في المزرعة.
تجربة مريرة لكن استفدت منها الكثير.
ومع الأيام صارت ذكرى طريفة
مواضيع قد تعجبك