قناة السيارات
إن فشل بعض الموديلات الرياضية ذات التاريخ اللامع، مثل شيفروليه كامارو Chevrolet Camaro وبونتياك فايربيرد وترانس آم Pontiac Firebird / Trans AM في حفظ مكانه لما بعد نهاية العام الحالي، فالأمر لا يعني أن الأميركيين سئموا السيارات الرياضية، بل أنهم أصبحوا ينظرون إليها أكثر من زاوية الترفيهية الرياضية SUV المختلفة عن الكوبيه coupe والكابريوليه cabriolet / convertible التقليديين.
طبعاً، ستبقى هناك عروض كوبيه وكابريوليه لمن يبحث عنها، بما فيها موديل موستانغ Mustang أيضاً، فكل ما يتغيّر هو رجوح كفة ميزان السيارات الترفيهية الرياضية والبيك آب والمينيفانات من مختلف الأحجام، ومنذ العقد الماضي، على حساب عروض السيدان والكوبيه والكابريوليه.
مقبض غيار في الأرضية ولمسات رياضية مختلفة. ا
وأي دور ستلعبه ميركوري مارودر Mercury Marauder إذاً عند إطلاقها في الصيف المقبل في صيغة الأبواب الأربعة، وهي ليست في نهاية المطاف إلا فئة معدّلة من موديل ميركوري غران ماركي Mercury Grand Marquis، شقيق فور كراون فيكتوريا Ford Crown Victoria؟
الدور الوحيد الذي يمكن أن تلعبه فئة غران ماركي مارودر هو دور مشابه للآخر المعروف في فئات شيفروليه كابريس إس إس، وهو دور يختلف جذرياً عن مختلف عروض الكوبيه التقليدية بتمتعه بقوة السيارات الرياضية الحامية مع الأبواب الأربعة ومساحة داخلية رحبة جداً ولا تقارن بأي كوبيه عادي.
اضف الى ذلك نموذج مارودر كابريوليه Marauder Cabriolet/Convertible الذي عرض حديثاً والذي يرجح إعلان إطلاقه بعد الكوبيه ببضعة اشهر، فتتضح صورة توسع ميركوري من هذه الزاوية. وفي الحقيقة، ليس في وسع الثنائي القديم البنية كراون فيكتوريا وغران ماركي (شاسي سفلي frame مع تعليق خلفي غير مستقل، مثل الشقيقة الأخرى لينكولن تاون كار، لكن بمقاييس مختلفة) تقديم اي جديد، بإستثناء صيغتَي مارودر المقبلة والكابريوليه المحتمل.
مارودر 1964. ا
لذلك لا تركز مارودر (وتعني الكلمة "الغازي النهاب"، أو في معنى مخفف ومحرّف، سائق السيارة العمومية المتهمل بحثاً عن الركاب) إطلاقاً على أي جوانب تكنولوجية متقدمة في بنيتها ككل، وبنيتها أكثر من "كلاسيكية"، وتعليقها الخلفي غير مستقل. ما تركز عليه مارودر هي هوية السيارات الأميركية التقليدية التي عرفت من الستينات حتى نشوء أزمة النفط الأولى في السبعينات. محرك ضخم بثماني أسطوانات V8، مع هدير السيارات التي تصعب مقاومة الحنين الى بعض رموزها الماضية، ومنها مارودر الستينات ودودج تشارجر Dodge Charger وأولدزموبيل Oldsmobile 442 وحتى كوبيه فايربيرد Firebird وترانس آم Trans AM الماضي. فتلك كانت سيارات عضلات muscle cars (حسب وصف الأميركيين لها) عايشت زمنها على أكمل وجه: قوة محركات لا تحدها لا قوانين محدودية الإستهلاك والتلويث ولا حدود السرعة المتزايدة الصرامة ولا إرتفاع أسعار الوقود.
مارودر 1969. ا
طبعاً، لا تتوقع فورد وميركوري إجتياح مبيعات السيارات الرياضية مع مارودر، فزبائن هذه السيارات ينتمون خصوصاً الى ذوي الحنين الى السيارات الرياضية التقليدية الماضية، إما لأنهم عاصروها أو لما سمعوه عنها من ذويهم. وفي مطلق الأحوال، يمكن لمارودر ولو المساهمة في خفض تراجع مبيعات غران ماركي، والذي بلغ 8.6 في المئة، من 123 ألف وحدة في العام 2000 الى 112 ألفاً في العام الماضي. ولعل الأهم مما يمكن أن يقدمه حجم مبيعات مارودر هو تغيير صورة ميركوري لنفحها بروح رياضية عجز موديل كوغار Cougar عن تقديمها (وهو من الموديلات التي تقرر وقف إنتاجها لتخفيف خسائر فورد)، وإثبات تمسك فورد بماركة ميركوري على الرغم من كل ما يقال عن مستقبلها. فبيع ميركوري في العام الماضي 112 ألف غران ماركي في الولايات المتحدة يعني أن الموديل المذكور شكل أكثر من ثلث مبيعات الماركة ككل (312 ألف وحدة)، ويعني خصوصاً شدة تبعية الأخيرة لشرائح إستهلاكية غير متجددة.
مارودر كابريوليه: نموذج... حتى الآن. ا
وبتصوير مارودر كموديل "جديد" تطلقه ميركوري، تسعى فورد الى إثبات حرصها على إستمرار الماركة الواقعة بين مستويي ماركتَي فورد ولينكولن، خصوصاً أن موديل ميركوري الآخر الجديد ماونتنير Mountaineer، سيجد نفسه محاصراً قريباً جداً بين شقيقيه من الموديل ذاته، فورد إكسبلورر Ford Explorer ولينكولن أفياتور Lincoln Aviator. وبلمسة مارودر من هنا، ونموذج كابريوليه مارودر من هناك، تلتقط ميركوري أنفاسها في إنتظار تبلور دورها المقبل بين ماركات مجموعة فورد ككل.
وفي النظر الى عمر موديل غران ماركي/مارودر/فورد كراون فيكتوريا، وبساطة بنيته التقليدية، لا تحتاج فورد الى رفع سعر مارودر كثيراً عند إعلانه قبل بدء التسويق في الصيف، لتحقيق هوامش ربح محترمة جداً من أي فئات خاصة يمكن إشتقاقها عن موديلات عادت بأضعاف نفقات الإستثمار في تطويرها منذ أعوام عدة.
مارودر كابريوليه: مساحة داخلية لا تتوافر في أي كابريوليه معاصر. ا
من الناحية التقنية، سيطل مارودر بهيكل سيدان غران ماركي/كراون فيكتوريا ذاته، لكن بتعديلات تصميمية خارجية وداخلية كثيرة، إضافة الى تقسية نظام التعليق لتحمل الأحصنة الـ300/5750 د.د. المتدافعة من محرك الأسطوانات الثماني V8 (مع 32 صماماً) المتسعة لـ4601 سنتم مكعب، مع عزم 420 نيوتن-متر/4250 د.د. (مقارنة بـ235 حصاناً و372 نيوتون-متر في غران ماركي المحسنة إبتداء من الصيف المقبل ايضاً).
علبة التروس أوتوماتيكية بأربع نسب أمامية والمحور الخلفي الدافع مجهز علبة تروس تفاضلية محدودة الإنزلاق limited slip differential لنقل فائض العزم من العجلة الخلفية الآخذة في الدوران هوَساً، الى الأخرى المقابلة لها في المحور الخلفي ذاته، بينما تتضمن وسائل الكبح كلاً من مانع الإنزلاق الكبحي ABS ومضاعف الكبح Brake assist (يضاعف قوة الكبح في حال تردد السائق في إستغلال أقصى طاقات الكبح في الطوارئ) والموزع الإلكتروني لضغط الكبح بين المقدم والمؤخر electronic brake-force distribution, EBD.
غران ماركي في الصيغة المحسّنة إبتداء من الصيف المقبل. ا
ومثل غران ماركي وتاون كار وكراون فيكتوريا، ستنال مارودر التحسينات البنيوية الجديدة التي تتضمّن تمتين الشاسي السفلي الحامل للهيكل وزيادة مقاومته للثني والفتل، وإعتماد نظام التوجيه بجريدة وترس عوضاً عن نظام الكرات الفولاذية السابق (الأول أدق وأكثر تفاعلاً وأخف وزناً من الأخير)، مع عجلات قطرها 18 بوصة وإطارات مقياسها 235/50WR18 في المقدم و245/55WR18 في المؤخر.
ويبلغ طول الهيكل 5.382 متر وعرضه 1.986 وإرتفاعه 1.445، ومقياس قاعدة عجلاته 2.913 متر.
أما نموذج ميركوري مارودر كابريوليه، والذي لم تعلن نية إنتاجه رسمياً بعد، فهو عرض مجهزاً محرك الأسطوانات الثماني V8 ذاته، لكن مع صمامين إثنين لكل أسطوانة وشاحن إيتون Eaton مباشر supercharger مع مبادل حراري intercooler، ما يوصل القوة الى 335 حصاناً/5250 د.د. وعزم الدوران الى 481 نيوتون-متر/3000 د.د.
