حينما تقود المرأة السيارة

السيارات
حينما تقود المرأة السيارة

حلمت البارحة أن قرارا صدر يسمح للمرأة بقيادة السيارة. لم أصدق الخبر فطرت فرحا. اتجهت إلى زوجي القابع أمام شاشة التلفاز يشاهد مباراة في كرة القدم وزفيت له الخبر. لكنه كان مشغولا عني. فاكتفى بكلمة مبروك. لم يكن يعلم عن رغبتي في تعلم قيادة السيارة وكنت متيقنحلمت البارحة أن قرارا صدر يسمح للمرأة بقيادة السيارة. لم أصدق الخبر فطرت فرحا. اتجهت إلى زوجي القابع أمام شاشة التلفاز يشاهد مباراة في كرة القدم وزفيت له الخبر. لكنه كان مشغولا عني. فاكتفى بكلمة مبروك. لم يكن يعلم عن رغبتي في تعلم قيادة السيارة وكنت متيقنحلمت البارحة أن قرارا صدر يسمح للمرأة بقيادة السيارة. لم أصدق الخبر فطرت فرحا. اتجهت إلى زوجي القابع أمام شاشة التلفاز يشاهد مباراة في كرة القدم وزفيت له الخبر. لكنه كان مشغولا عني. فاكتفى بكلمة مبروك. لم يكن يعلم عن رغبتي في تعلم قيادة السيارة وكنت متيقنة أنه لن يرضى البتة. لذا انتظرت حتى نهاية المباراة لكي أفاتحه في الأمر وأعرض له رغبتي. لو فاز الفريق الذي يشجعه فإنه سوف يوافق بالتأكيد. فإن أفضل لحظات زواجنا هي التي تتبع مباشرة نهاية مباراة يفوز فيها الفريق الذي يشجعه! بل إن كلمة الحب لم أسمعها منه أول مرة إلا بعد أن فاز فريقه ببطولة الدوري. حيث خرج من طوره وقال لي هذه الكلمة (بدون شعور على ما يبدو)فاز فريقه. وانشرحت أسارير وجهه. فاتحته برغبتي لتعلم القيادة فوافق على الفور. قال: لك كل ما تشائين يا أغلى من في الوجود!
لكن الفرحة لم تتم طويلا. رجع إلى كامل وعيه وصار يماطل. لكن إصراري دفعه لكي يعلمني القيادة. ولقد كانت تجربة لا تنسى
كانت تجربة لا تنسى ليس للمتعة التي حصلت عليها بل بسبب سلوكه أثناء تعليمي القيادة. لقد كان متعكر المزاج وكان يثور لأتفه الأسباب. بدا لي وكأنه يريدني أن أتنازل بنفسي عن مشروع التعلم ولكن هيهات. لقد كانت فرصة لا تتكرر. فصبرت وصبرت ثم صبرت

كان بمثابة من ولد وهو يعرف القيادة. لم يسمح بأقل خطأ. لدرجة أنه ألقى علي محاضرة استغرقت نصف ساعة لأنني ضغطت بوري السيارة بالخطأ. ونسي كيف أنه لا يفتأ يستخدم البوري لأفته الأسباب. ولما وجد ردة فعلي باردة زاد في غضبه وحرمني من التعلم ذلك اليوم
مع الأيام عرف أنني لن أتراجع عن قراري بالتعلم فاستسلم للأمر الواقع. لكنه ظل يسخر من قيادتي للسيارة ومن قيادة النساء للسيارة بشكل عام. فإذا مررنا بسيارة تقودها امرأة صار يسخر من قيادتها وعلق في النهاية قائلا: آخر زمن. الحريم يسوقون سيارات!
ذات مرة كنا نمشي خلف سيارة يبدو أن سائقها لم ينل حظا كافيا من التعليم. فكان يتوقف باستمرار بدون سبب. فعلق زوجي قائلا: لابد أن السائق امرأة. لحسن الحظ خاب ظنه. فلقد كان السائق رجلا. نظرت إليه نظرة المنتصر لكنه لم يترك لي المجال لكي أستمتع بالانتصار إذ أردف قائلا: لابد أن أمه هي التي علمته القيادة

أخذت الرخصة وكان يوما من أجمل أيام عمري. زوجي لم يجتز اختبار القيادة إلا بعد ثلاث محاولات. لذا راهن على أنني لن أجتاز الاختبار. لذا حينما اجتزت الاختبار من أول محاولة علق قائلا أنه لم تعد الاختبارات معقدة كالسابق
رغم أنني استلمت الرخصة إلا أن الزوج رفض فكرة أن أقود السيارة خوفا علي من الوحوش كما يقول. لذا لم تكتمل الفرحة. لكن في النهاية وجدت الطريقة التي تجعله يسمح لي بالقيادة

صرت أطلب منه شراء أغراض البيت أثناء المباريات أو أثناء انشغاله في الإنترنت. وهنا تساقطت مبادئه كما تتساقط حبات السبحة. لم يكن من قبل يرضى بأن أشتري من السوبر ماركت لوحدي. كان يرفض أن أخرج إلى السوق بوحدي. وكان يرفض أن أقود السيارة. لكن وجدته يتنازل عن هذه المبادئ حينما يكون مشغولا بمشاهدة مباراة في كرة القدم أو مشغولا بالإنترنت
لقد انتصرت وحققت ما أريد. لكن تبين لي مع الأيام أنني جلبت المتاعب لنفسي. صار يعتمد علي في كل شيء. في شراء الأغراض. في توصيل الأطفال للمدارس. في أخذ الأطفال للعيادة. تمنيت مرارا لو أنني لم أتعلم قيادة السيارة ولكن لم يعد يفيد الندم!
بالطبع لم تكن قيادتي السيارة تمر بدون متاعب. أثناء التوقف للإشارة، الكل ينظر إلى هذه المرأة وكأنهم يتسولون أن تمن عليهم بنظرة. وبعضهم يتوهم أن هذه المرأة مغرمة به لمجرد أنها التفت بالخطأ إلى حيث تقف سيارته

في أحد الأيام تعطلت السيارة. لم أكد أقف حتى كان هناك طابورا من الشباب يعرض مساعدته. لم يقصروا دفعوا السيارة إلى جانب الطريق ثم صار كل منهم يحاول أن يصلح السيارة. اتصلت بزوجي لكن التلفون كان مشغولا دائما وأظنني أعرف السبب: الإنترنت. لم أتصل به بالجوال لأن الجوال كانت حرارته مقطوعة
لكن وجود فريق كامل من الشباب حول السيارة ساعد في إصلاح السيارة. شكرتهم على جهودهم وعلى إهدائي أرقام هواتفهم ووعدتهم أن يتصل بهم زوجي لكي يشكرهم على مجهودهم فوجمت وجوههم

كان موقفا عصيبا للغاية. لم أكن أتمنى أن أكون في مثل هذا الموقف. منظري مع السيارة العطلانة وفريق الشباب المتطوع لإصلاح السيارة كان محرجا لي. كذلك تأخرت عن البيت كثيرا. لذا صرت أقود السيارة وأنا مرتبكة، مشتتة التفكير. ولم أكن أعلم أن القدر يخبئ لي موقفا أكثر حرجا. إذ وأنا مشتتة التفكير ارتطمت بالسيارة التي أمامي التي توقفت فجأة! فكانت النهاية
أوه لم يمنعني زوجي من القيادة. بل أفقت من النوم وحمدت الله أن الأمر لم يكن سوى حلما

بقي أن أخبركم أنني لست متزوجة! لكنه حلم. وفي الحلم يمكن أن يحدث لك كل شيء. أليس كذلك؟ وهناك شيء آخر أيضا. أنا لست فتاة أصلا. أنا فتى بكل معنى الكلمة! لكن لا ذنب لي في الموضوع. ألم أقل لكم إنه حلم؟

السيارات - سياسة الخصوصية - اتصل بنا