قبل أسابيع، كنت في رحلة سريعة إلى الولايات المتحدة، وكالعادة، أستأجر سيارة في كل مدينة أزورها دون أي مشاكل تُذكر.
لكن في هذه الرحلة، تحديدًا في آخر ساعة، واجهت موقفًا لم أتوقعه أبدًا!
خطتي كانت بسيطة: أتناول الإفطار في الفندق، أُعيد السيارة لشركة التأجير، أطلب "أوبر" إلى المطار، ثم أستقل رحلة داخلية إلى شيكاغو، استعدادًا للعودة إلى الوطن.
الفندق الذي أقمت فيه لا يوفّر مواقف مباشرة للنزلاء، بل يعتمد على نظام "الفاليه باركينج"، حيث يستلم الموظف السيارة ويوقفها لك، ثم يعيدها عند الطلب.
بعد الإفطار، توجهت كالمعتاد لطلب سيارتي. في العادة، تصل خلال 3 دقائق. لكن في هذا اليوم… طال الانتظار. حتى بدأت أقلق.
ثم جاءني أحد موظفي الفاليه وقال:
"مفتاح السيارة غير موجود. يبدو أنك لم ترجعه!"
استغربت جدًا، فأنا متأكد أني سلّمت المفتاح. قلت له:
"كيف تمكنتم من قيادة السيارة وإيقافها إن لم يكن معكم المفتاح؟"
فرد:
"السيارة يمكن قيادتها بدون المفتاح إذا كانت تعمل بالفعل… هل ممكن تتأكد إذا ما زال المفتاح معك؟"
رغم ثقتي بأني سلّمته، ذهبت لغرفتي لأتأكد، وقطعًا للشك. لم أجد شيئًا.
رجعت لهم. قالوا إنهم اتصلوا بالموظف الذي استلم السيارة مني – كان قد أنهى دوامه – للتأكد منه.
الوقت بدأ يضيق، وأنا لا أملك ترف التأخير. أخبرتهم أن عندي رحلة طيران قريبة.
قالوا:
"لا نملك حلًا سوى التنسيق مع شركة التأجير لسحب السيارة."
لم يعجبني الحل ففيه مخاطرة. كيف أثق في من أضاع مفتاح السيارة؟ولابد من سحب السيارة وعمل مفتاح جديد.
وأنني سأتحمّل تكاليف السحب وصناعة مفتاح جديد.
لم يكن أمامي خيار، وافقت على مضض، على أن أتناقش لاحقًا مع الفندق بشأن التكاليف، بما أنهم سبب المشكلة.
وفي اللحظات الأخيرة، جاء أحد الموظفين ليخبرني أنهم وجدوا المفتاح ملقى تحت السيارة.
خبر جميل. لكن لم يعد لدي وقت لإرجاع السيارة بنفسي!
لحسن الحظ، تبرّع الموظف بأن يوصلني إلى المطار، ثم يُعيد السيارة لشركة التأجير بنفسه.
رغم أن في ذلك مجازفة، لم يكن أمامي حل آخر. اتصلت بالشركة، وأبلغتهم باسم الموظف الذي سيعيد السيارة والمستجدات.
وصلت للمطار في الوقت المناسب، والحمد لله لم تكن هناك زحمة، وتمكنت من اللحاق برحلتي.
وفي أثناء انتظاري، اتصلت بي شركة التأجير لتؤكد أنهم استلموا السيارة بنجاح.
دروس من الموقف:
- لا تعتمد كليًا على الأنظمة الفندقية، خاصةً عند اقتراب مواعيد الطيران.
- تعامل بهدوء وذكاء مع المواقف الطارئة… فربما تُحل في اللحظة الأخيرة!
مواضيع قد تعجبك



رد مع اقتباس