استدعى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الرئيس السابق لشركة نيسان موتور كارلوس غصن إلى جلسة تحقيق يعقدها اليوم الخميس في مكتبه في قصر العدل في بيروت للاستماع إلى إفادته حول مضمون مذكرة اعتقال دولية أصدرتها اليابان تتهمه بارتكاب جرائم على الأراضي اليابانية وتطالب بتوقيفه، وذلك في تطور جديد على صعيد الملاحقات القضائية التي تواجهه.


وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن النائب العام سيستمع كذلك لإفادة غصن بشأن البلاغ المقدم بحقه عن اجتماعه مع عدد من القيادات في إسرائيل التي زارها أثناء توليه منصب الرئيس التنفيذي لرينو نيسان في عام 2008.



ورغم تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة إلى حدودها الدنيا، في جو بيروتي بامتياز، لم يثن ذلك قطب صناعة السيارات والرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو - نيسان - ميتسوبيشي موتورز كارلوس غصن في عقد مؤتمره الصحافي الذي وعد به بعد فراره من اليابان إلى لبنان الأسبوع الماضي، وما أثاره من ضجة حول العالم حول أسلوب هروبه، حيث رفض الحديث حول هروبه الكبير، أو كيف كان، أكد غصن أنه «لم يكن أمامه من خيار» إلا الهروب من اليابان، لأنه «كان يعد مذنباً» قبل ثبوت الذنب عليه في قضايا التهرب الضريبي والفساد التي اتهم بها.
وتحدث غصن في أول ظهور علني له عن «التواطؤ بين نيسان والمدعين العامين في كل مكان»، مشيراً إلى أنه قاد إلى توقيفه «الاستعراضي». وأضاف أن شركة نيسان خسرت 40 مليون دولار يومياً منذ توقيفه عام 2018.
وعقد غصن المؤتمر الصحافي في بيروت، في مقر نقابة الصحافة التي وصلها برفقة زوجته كارول، حيث أقلته من بيته سيارة تويوتا لاند كروزر في إشارة قد يقصدها إلى منافس نيسان القوي، منتظراً إياه مئات الصحافيين والمصورين خارج وداخل مقر نقابة الصحافة، ودخل غصن القاعة برفقة زوجته كارول التي جلست في الصف الأمامي، بينما وقف غصن خلف منصة وتبادل أطراف الحديث مع عدد من الموجودين بينما كان عشرات المصورين يلتقطون الصور.
وقال غصن: «أنا فخور بكوني لبنانياً، وإذا في بلد وقف معي فهو لبنان». وقال عدت إلى لبنان عدة مرات منذ زيارة إسرائيل ولم يحدث أي شيء
وأضاف: «إنه اليوم الأول الذي أستطيع فيه أن أعبر عن رأيي بحرية فعندما كنت مسجوناً، كان من السهل قول أي شيء عن «لساني».. أمّا اليوم فسأكشف الحقيقة كاملة».
وتابع: «لم أهرب من اليابان، بل هربت من الاضطهاد الذي كنت أواجهه، وهذا كان القرار الأكثر صعوبة في حياتي»، مضيفاً: «تعرضت لضغوط خلال التحقيقات في اليابان، وتم تهديدي بمضايقة عائلتي ولا يجوز أن يعتمد النظام القضائي على فكرة الانتقام».
وتابع قائلاً: «تم تجريدي من حقوقي خلال توقيفي في اليابان، وكنت في سجن انفرادي يتعارض مع القوانين الدولية والعدالة المصانة وفق مبادئ حقوق الإنسان».
يابانيون متورطون
من جهة أخرى، كشف غصن أن 3 أسماء من الجنسية اليابانية تورطوا في اعتقاله: تويودا، هيروتو سايكاو، وأولوما... إلى جانب أسماء من الحكومة اليابانية ولكنه لم يتطرق إلى ذكر أسماء المتورطين في الحكومة اليابانية لعدم تأثير ذلك على أي مسار أو مساعٍ للتحقيق يجريها لبنان.



وقال: «توقيفي خلال الأشهر الأخيرة جاء نتيجة خطة وضعها المديرون في شركة «نيسان»، وأشدد على أنني لست فوق القانون ولم أهرب من وجه العدالة بل من اللا عدالة ومن الاضطهاد السياسي».



ووصف غصن، في مؤتمر صحافي، المعاناة التي كان يعيشها في زنزانة انفرادية في سجن في اليابان، قائلاً: «أمضيت 130 يوماً في غرفة انفرادية، لا يوجد فيها نوافذ، لم أكن أعلم نهاري من ليلي، أخرج فقط 30 دقيقة في اليوم».



وتابع قائلاً: «كان يسمح لي بالاستحمام يومان بالأسبوع فقط، لم أحصل على الأدوية التي احتاجها، ومنعت من التواصل مع عائلتي».
«كنت أخضع للاستجواب 8 ساعات يومياً من دون محامي، وقيل لي إن المحاكمة ستستغرق على 5 سنوات على الأقل في اليابان، فلم يكن لدي خيارات إما الموت في اليابان أو الهروب منها».
وتابع: «تم توقيفي بسبب تعويض لم يسدد لي بعد، وتم إصدار مذكرة توقيف بحق زوجتي بسبب إعلان وضعته قبل 9 أشهر».
لائحة بكل التهم
وكشف غصن: «لدينا لائحة بكل التهم والتصرفات غير اللائقة التي قام بها الادعاء، وأحد محامي الدفاع عني في اليابان قال لي لا تظن أنه سيتم إلغاء هذه القضية لأن ذلك لم يحصل أبداً في تاريخ القضاء الياباني».
وتابع بحسرة: «كنت رهينة دولة خدمتها لمدة 17 عاماً، وأعدت إحياء شركة، لم يكن من الممكن إعادة إحيائها».