– أعلنت كل من شركة نيسان للسيارات المحدودة، ومجموعة حسناوي، عن تخصيص استثمارات تبلغ 160 مليون دولار لتشييد مصنع لسيارات نيسان في الجزائر، تلبية للطلب المتنامي في البلاد وفي القارة الإفريقية عموماً على السيارات التي تنتجها الصانعة اليابانية.

وتعتزم الشركتان تأسيس مشروع مشترك في الأسابيع القليلة القادمة، بعد أن حصلتا على الموافقات اللازمة من الحكومة الجزائرية في السادس من ديسمبر الماضي. ومن المنتظر أن يعمل المصنع بطاقة إنتاجية تبلغ 63,500 سيارة ركاب ومركبة تجارية خفيفة سنوياً، وسوف يُنتج عدة طرز من السيارات سيتم لاحقاً الإعلان عن تفاصيلها.

وتهدف نيسان إلى مضاعفة حضورها في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط والهند على مدى السنوات القليلة المقبلة، وفق خطتها التوسعية متوسطة الأمد التي تمتدّ حتى العام 2022. وتعتبر توسعة العمليات الصناعية لنيسان في أسواق جديدة، مثل الجزائر، جزءاً من استراتيجية النمو التي تتبعها الشركة، في حين تأتي هذه الخطوة التي قطعتها الشركة في السوق بعد إعلانها العام الماضي عن عزمها البدء في تصنيع السيارات في باكستان.

ومن المتوقع أن تصبح الجزائر ثاني أكبر سوق للسيارات في إفريقيا بحلول العام 2021، في وقت تحرص الحكومة على العمل من أجل تنويع الاقتصاد، واضعة في هذا الإطار هدفاً يتمثل بزيادة الإنتاج إلى 500 ألف سيارة سنوياً، مع العمل على تنمية قاعدة الموردين المحليين.

ومن المتوقع أن يخلق مصنع نيسان للسيارات ما لا يقل عن 1,800 وظيفة في الجزائر مع دعم خلق المزيد من فرص العمل على امتداد سلاسل التوريد ذات العلاقة. وسوف تتعاون فِرق عمل نيسان القادمة من اليابان مع الموردين الجزائريين في تطوير صناعة المكونات المحلية من خلال الدعم الفني والتدريب وتبادل المهارات.

وبهذه المناسبة، قال بيمان كارغر، النائب الأول للرئيس ورئيس مجلس إدارة منطقة إفريقيا والشرق الأوسط والهند لدى نيسان، إن الشركة تعتزم إطلاق طرز جديدة وتقنيات مبتكرة لتلبية التوقعات الطموحة والمتزايدة للعملاء في الجزائر، وأضاف: "حققنا من خلال التعاون مع مجموعة حسناوي إرثاً راسخاً من المنتجات والخدمات الممتازة في البلاد. وسوف نشيّد مركزاً للتصنيع، باستخدام خبرتنا الهندسية اليابانية المتفوقة، مع الحرص على تطوير قطاع التوريد المحلي".

وتُعتبر مجموعة حسناوي، التي أسسها عبدالله حسناوي في العام 1964، أحد أعمدة الاقتصاد الجزائري، وتدير عمليات واسعة في قطاعات التصنيع والتوزيع والخدمات. وتلتزم الشركة التي يرأسها الرئيسان المشاركان فريال حسناوي وسفيان حسناوي، بخلق القيمة في الاقتصاد المحلي، وهي الوكيل الموزع لسيارات نيسان في البلاد لخمسة وعشرين عاماً.

من جانبه، أكّد رئيس المجموعة، سفيان حسناوي، أن هذا الاستثمار يستند على استراتيجية صناعية قائمة على توظيف المواطنين وتوطين الصناعات، مشيراً إلى أن هذين الأمرين يشكلان "الضمانة الوحيدة للتنمية الاقتصادية في بلادنا"، وأضاف: "يساهم الاستثمار في بناء منشأة صناعية لنيسان في الجزائر، مساهمة حقيقية في إضفاء قيمة مستدامة على اقتصادنا الوطني، ومن شأنه أن يضعنا في مكانة تخوّلنا تنمية الثروات التي ننشدها واكتساب الخبرات الصناعية التي نحتاج إليها".

ومن المنتظر أن يزيد المصنع الجديد من القدرة الإنتاجية الإجمالية لشركة نيسان في إفريقيا، إلى حوالي 200 ألف مركبة. ويشمل العدد مصانع قائمة في جنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا.

كذلك ستقوم "نيسان الجزائر"، الشركة التابعة لمجموعة حسناوي، بتوسعة شبكتها الوطنية الحالية المؤلفة من 35 منفذ بيع، انسجاماً مع الزيادة المتوقعة في حجم المبيعات، والتي من شأنها أن تضع نيسان بين أبرز علامات السيارات في البلاد بحلول العام 2021.