تكنولوجيا مركبات خلية الوقود FCV
الثورة تبدأ هنا ، أخيرا بدأ العد التنازلي لتدشين مركبات متقدمة تقنيا تعمل بخلايا الوقود ..
تقنية خلايا الوقود تعد الأقرب لتكون سيارة بيئية بالكامل ، و تعتبر خطوة مفتاحية رئيسية لايجاد حلول لقضايا الطاقة و الانبعاثات المرتبطة بالمحركات التقليدية التي تعمل بالبنزين و الديزل .
...
الآن لنأخذ جولة تقنية داخل هذه السيارات :
1- ما هي الأجزاء الرئيسية لسيارة خلية الوقود ؟
سيارة خلية الوقود تتشارك الكثير من الأجزاء مع السيارة الهجينة ، لذلك تطلق عليها بعض الشركات " سيارات هجينة تعمل بخلية الوقود " ، و بالتالي الأجزاء الرئيسية هي كالتالي :
* وحدة مجموعة خلية الوقود .
* محرك كهربائي عالي الطاقة .
* وحدة التحكم بالطاقة .
* بطارية ليثيوم أيون عالية الفولتية .
* وحدات تخزين الهيدروجين .
..................................
2- كيف تعمل مركبات خلية الوقود ؟
خلية الوقود تقوم بتحويل الوقود إلى كهرباء بواسطة إجراء تفاعل بين الوقود و الأوكسوجين بالجو .
الهيدروجين هو الوقود الأكثر شيوعا و الأكثر استخداما في خلايا الوقود هذه الأيام ، و لكن تقريبا أي هيدروكربون يحتوي على الغاز و الكحول يمكننا استخدامه .
يجب علينا تزويد خلية الوقود بالوقود و الأوكسوجين بمقدار ثابت لتغذي التفاعل المسؤول عن توليد الطاقة الكهربائية ، إذا طالما أن الوقود يتدفق للخلية فهي ستستمر في توليد الكهرباء .
من المهم الاشارة هنا إلى أن فكرة خلية الوقود ليست جديدة ، النماذج الأولى لخلية الوقود صممت في منتصف القرن التاسع عشر ، و استغرقت الفكرة أكثر من 100 عام لترى النور ، حرفيا عندما تم استخدامها في مشروع قمر أبولو لوكالة ناسا .
عملية توليد الطاقة بخلايا الوقود هي عملية عالية الكفاءة ، و صديقة للبيئة حيث أنها بلا انبعاثات ، فقط بعض الماء النقي يكون كمخرج ثانوي للتفاعل - هذه أخبار جيدة لك إذا قمت بتشغيلها بالفضاء
بالعودة للأرض ، نفس الأمور تجعل من مركبات خلية الوقود مثالية لعملية النقل المستدامة ، و هو ما يجعل معظم شركات السيارات تسعى جاهدة لاتاحتها على الطرق بأقرب وقت ممكن .
في سيارات الاستخدام اليومي ، التقنية لازالت تحت التطوير . و التي هي بجوهرها تقوم بعملية مزاوجة بين مخرجات خلية الوقود مع التكنولوجيا التي تم انشاؤها في البطاريات الهجينة ، مثل تلك التي تم تطويرها في سيارة تويوتا بريوس .
حيث تعتبر التقنية الهجينة أساس لسيارات خلية الوقود حيث قمنا فقط باستبدال محرك الاحتراق الداخلي الذي كان مصدر الطاقة الرئيسي بخلية الوقود .
فهم هذه النقطة هام لنبدأ بشرح العنصرين الذين تميزت بهما سيارة خلية الوقود عن السيارة الهجينة :
العنصر الأول هو : " وحدة خلية الوقود " :
تقوم خلية الوقود بتوليد الكهرباء عبر تفاعل كيميائي بين الهيدروجين و الأوكسوجين . حيث يحدث هذا بإدخال الهيدروجين عبر المصعد السالب ( negative anode ) للخلية ، و الهواء المحيط عبر المهبط الموجب ( positive cathode ) .
خلية الوقود تحوي بداخلها خلايا فردية موضوعة ضمن غشاء تجميع كهربائي ( - membrane electrode assembly - MEA ) محصور بين فواصل . غشاء التجميع الكهربائي يحتوي على غشاء من البوليمر المنحل بالكهرباء مع طبقات محفزة موجبة و سالبة على كل جانب . هكذا انتهينا من شرح تركيب الخلية الواحدة ، هذه الخلية تولد فرق جهد كهربائي دون الـ 1 فولت ( و هذا مقدار لا يكفي لعمل شيء ) ، لذلك نقوم بوصل مئات من هذه الخلايا معا على التوالي و هكذا نتمكن من زيادة الفولتية للمقدار الذي نريده . نغلف هذه الخلايا معا فينتج ما يسمى بالـحزمة ( stack ) ، و هي ما يتعارف عليه الآن بـ " وحدة خلية الوقود " .
على الرغم من أنه يمكن استعمال عناصر أخرى بخلية الوقود ، حيث يمكننا الاستفادة من كفاءة الهيدروجين العالية بانتاج الطاقة . و بما أن الهيدروجين ينتج الكهرباء دون عملية احتراق ، فإنه من الممكن تحويل ما يزيد عن 83 % من طاقة جزيء الهيدروجين إلى كهرباء ، و هي نسبة عالية جدا تعادل ضعف كفاءة الطاقة الخارجة من المحركات التي تعمل بالبترول .
...
الآن لنرى كيف تولد خلية الوقود الكهرباء :
* يتم إدخال الهيدروجين إلى مصعد خلية الوقود ( القطب السالب ) .
* داخل الخلية يتم تنشيط ذرات الهيدروجين من خلال محفز موجود بالمصعد ، و هكذا ستنفصل اللالكترونات عن البروتونات .
* الالكترونات المحررة ستنتقل عبر المصعد إلى مهبط الخلية ( القطب الموجب ) - عبر دارة كهربائية - ، هذا السريان الالكتروني سيولد التيار الكهربائي .
لكن ماذا حصل للبروتونات ؟؟
* ذرات الهيدروجين التي تم فصل الكتروناتها أصبحت عبارة عن أيونات هيدروجين موجبة ، هذه الأيونات ستعبر من خلال غشاء البوليمر المنحل بالكهرباء إلى طرف المهبط .
- إذا بعد الانفصال ذهبت الالكترونات إلى المهبط عبر دارة كهربائية و ولدت تيار كهربائي ، بينما ذهبت الأيونات الموجوبة إلى المهبط عن طريق غشاء البوليمر المنحل بالكهرباء -
* الآن كما أدخلنا الهيدروجين عبر المصعد ، سنقوم بإدخال الهواء المحيط عبر المهبط ، الآن ستقوم أيونات الهيدروجين التي وصلت للمهبط بالاتحاد مع الالكترونات الموجودة على محفز المهبط ثم مع الأوكسوجين الموجود بالهواء ، فينتج هنا المخرج الثانوي للعملية و هو الماء ، حيث يعد الماء هنا بمثابة العوادم الناتجة من هذا التفاعل ، و نلاحظ أن كل نواتج العملية هي نواتج صديقة للبيئة .
* يتم نقل الكهرباء التي أنتجتها الخلية إلى المحرك الكهربائي لتوفير الحركة للسيارة .
* هناك طاقة يتم استعادتها من الفرامل ( تحول طاقة الفرملة لطاقة كهربائية بنظام ماطابق للموجود بالسيارات الهجينة ) ، و أيضا بعض الطاقة المتولدة من خلية الوقود يتم تخزينها في بطارية ثانوية عالية الفولتية ، حيث تكمل هذه البطارية الطاقة الناتجة من خلية الوقود حيث تعمل على توفير فدرة إضافية للمحرك الكهربائي .
......
العنصر الثاني هو : ( خزان الهيدروجين المضغوط ) :
الهيدروجين يتم تخزينة بخزان عالي الضغط كالموجود بالصورة بالأعلى ، الخزان يحتوي على عدة طبقات ، لنتعمق قليلا بتركيب الخزان :
تتيمز الطبقة الأعمق ببطانة صمغية مصنوعة من مادة الـpolyamide ، و الذي يملك قوة عالية ، و ممانعة رائعة لتسرب الهيدروجين . هذه الميزة التي أشرت لها بلون آخر مهمة جدا بسبب أننا نعلم أن القطر الذري لذرة الهيدروجين هو أصغر قطر اكتشفه العلم على الإطلاق و بالتالي فهو يميل للتسرب إلى أدنى المواد !!
علاوة على ذلك ، استخدام أمثل المواد يزيد من سعة الخزان ، و يقلل الوزن . ( تاريخيا ، أغلب المركبات الهيدروجينية تحتاج على الأقل إلى 4 خزانات هيدروجين منفصلة لتحسين السعة و بالتالي زيادة المسافة التي من الممكن قطعها ) .
هذا بامكاننا ملاحظته بالنظر لزاوية الانحناء ، و الجهد ، و الحجم ، و سماكة الكاربون فايبر المستخدم لصنع القشرة الخارجية .