قال رجل الأعمال الإماراتي محمد المرزوقي الرئيس التنفيذي لشركة «أر بي إم لتأجير السيارات»، إن قطاع تأجير السيارات مقبل على انتعاشة مرتقبة في دبي مع عودة النشاط السياحي بعد فترة توقف ناهزت أربعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المُستجد.

وأضاف في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»: تجاوزنا صدمة كورونا ونحاول تعويض الخسائر التي تكبدها قطاع تأجير السيارات خلال الأشهر الماضية من خلال تقديم أفضل العروض والخدمات الممكنة للمساهمة بدروه في عملية التعافي. وتوقع انتعاشاً سريعاً لقطاع السياحة في الإمارة بعد إغلاق 4 أشهر بفضل الإجراءات الاحترازية الطبية التي تزيل مخاوف السياح من التعرض للإصابة بالفيروس.
ورجح تحقيق الموسم السياحي انتعاشة قوية مع دخول الربع الأخير من 2020، مع انكسار مخاوف الموجة الثانية لتفشي كورونا، وطلب قوي للسياح بعد فترة كبيرة من الإغلاق والحظر المنزلي. وتابع: «أصبح أكبر دعم يقدمه الفرد العادي للاقتصاد الوطني هو الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي والحذر من تجدد موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا».
وأشار إلى أن تفوق المرافق الطبية وعوامل النظافة وخطوط السفر الآمنة صحياً، ومدى الالتزام بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وفرض الكمامات أصبحت أكثر المسائل إلحاحاً بالنسبة لتحديد وجهات السياح المفضلة، وأرى أن الإمارات حققت تميزاً كبيراً في هذا الأمر، ما يضمن تسارع عملية التعافي وسط استمرار إغلاق عدد كبير من المقاصد السياحية حول العالم.
وكشف أن الإجراءات الطبية المفروضة على السياح سواء بضرورة إحضار نتيجة فحص للفيروس سلبية قبل أربعة أيام على الأكثر من الرحلة، أو إجراء الفحص في دبي وعزل أنفسهم حتى يحصلوا على النتيجة، أحد عوامل الآمنة الداعمة للجذب السياحي للإمارة.
إقبال كبير
وأفاد بأن هناك إقبالاً كبيراً على السوق المحلي بالنسبة لتأجير السيارات إذ يفضل الأشخاص استئجار سيارة أسهل من شرائها، في ارتفاع تكاليف التسجيل والتأمين المرتفعة، مشيراً إلى تغيير سلوكيات الأفراد بشأن الاتجاه إلى تأجير السيارات رغم تملكهم أكثر من سيارة مع الرغبة في تجربة السيارات الفارهة.
وذكر أن استئجار سيارة أصبح خياراً جيداً للسياح أو المقيمين، بفضل تَوافر مجموعة واسعة من السيارات وفترات التأجير التي تتراوح بين ساعة واحدة وعام كامل.
وقال إن الاستئجار الترفيهي من قِبل الأشخاص الذين يفضلون السيارات الفارهة والرياضية سينشط بقوة مع عودة السياحة، وكذلك سترتفع وتيرة التأجير للمركبات التجارية بدلاً من الشراء من قبل الشركات التي تبحث عن تقليص النفقات الرأسمالية في ظل الظروف التي فرضتها أزمة كورونا.
ولفت إلى أن قطاع تأجير السيارات يترقب مكاسب إضافية خلال العام المقبل من استضافة معرض «إكسبو 2020 دبي» والذي يستمر 6 أشهر تبدأ في أكتوبر 2021. وقال إنه في ظل الظروف الطبيعية كان يشكل الطلب المحلي على تأجير السيارات في نحو 60% في ظل ارتفاع مستويات المعيشة في دبي، بينما طلب السياح ما يقرب من 40%.
وأعرب عن تفاؤله بشأن إصلاح الأضرار التي سببها الإغلاق في وقت سريع، وسيكون أكثر القطاعات الخدمية المرتبطة بالسياحة انتعاشاً وبشكل تدريجي مع تصاعد أعداد الزوار.
ورداً على سؤال بشأن إجراءات شركات تأجير السيارات في التعامل مع تحديات القطاع، أجاب بأن الشركات عانت انخفاض الإيرادات التشغيلية، ما دفعها إلى منح الموظفين إجازات غير مدفوعة، أو خفض الرواتب، كما أن المصارف الوطنية قدمت الدعم الكافي بتأجيل أقساط القروض ما خفض الأعباء على بعض الشركات، فيما قد تتطلب المرحلة المقبلة مزيداً من التسهيلات المصرفية لعدد من الشركات ومساعدتها على التعافي.
وقال إن دبي ستسطر قصة نجاح جديدة تضاف إلى تألقها خلال العقدين الماضيين، في ظل الإجراءات الحاسمة وقرارات القيادة الرشيدة التي تتوانى في توفير الدعم لكل القطاعات العاملة في الدولة. وتابع المرزوقي: «سياحة دبي لن تخذلنا ولن نخذلها كأصحاب شركات في تقديم أفضل الخدمات وأحسن العروض للزوار وسنكون عند المستويات المأمولة من القطاع».