{{{ بسم الله الرحمن الرحيم }}}
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
تفسير ظاهرة صوت الفرقعة ( Popping sound ) الصادر
من الاقزوز ومسبباتها
صوت فرقعة عادم السيارة ( الاقزوز ) ربما يرغب به البعض ويطرب له , ولكنه في نفس الوقت ممكن ان يكون مصدر ازعاج وقلق لقائد المركبة ولعامة الناس على حد سواء .
تفسير صوت الفراقعة :
قد يتسائل البعض ويُثار فضوله واهتمامه لمعرفة كيفية حصول هذا الصوت ؟ ولماذا يحدث في بعض السيارت دون الاخرى ؟ والجواب على ذلك هو ما يلي :
عادة فان صوت الفرقعة ناتج عن عدم احتراق شحنة ( الوقود والهواء ) بالطريقة المثالية , وعدم اكتمال عملية الاحتراق داخل حجرات الاحتراق في المحرك , مما يؤدي الى بقاء نسبة من الوقود الغير محترق , او بالاحرى بقاء نسبة من ابخرة وغازات الوقود العالية الضغط والحرارة والغير مشتعلة داخل اسطوانات المحرك , وعندما ياتي شوط العادم وهو احد الاشواط الاربعة في المحرك , فان هذه الابخرة والغازات سوف تخرج مع مخلفات الاحتراق متجهة الى نهاية فتحة العادم وبمجرد ان تتلامس هذه الابخرة والغازات المشبّعة بالبنزين مع الهواء الخارجي , فانها سوف تحترق وتنفجر تلقائيا بسبب اتحادها مع الاكسجين محدثة صوت الفرقعة والانفجار .
ومما يجدر الاشارة اليه , فان الحرارة العالية لمنظومة العادم وبجميع مكوناتها سوف تزيد من ارتفاع درجة حرارة المخلفات والابخرة والغازات المارة من خلاله , وبذلك تزداد فرصها في الانفجار .
ان كل الاحتمالات المسببة لحالة صدور صوت الفرقعة وعلى اختلافها , فانها تنصب في التفسير الذي ذكرناه آنفا الا في حالة واحدة وهي :
في سيارات السوبر كار ( SUPERCAR ) فان حرارة مخلفات الاحتراق داخل اسطوانات المحرك تكون عالية وتصل بحدود ( 900 ) درجة مئوية , او اعلى من هذه الدرجة , مما يؤدي الى تمدد وتوسع نطاق هذه المخلفات بشكل كبير , وحينما تخرج هذه المخلفات من فتحة العادم فان صوت فرقعة سوف يصحب خروج هذه المخلفات , وهذا عائد الى حصول ظاهرة فيزيائية يطلق عليها ( موجات الضغط ) وبسبب فرق الضغط العالي .
نستطيع ان نشبّه هذه الحالة بعملية اطلاق الرصاصة من البندقية , وكذلك الصوت الصادر من الطائرات الحربية النفاثة ذات السرعات العالية جدا , حينما تخترق حاجز الصوت .
والآن ناتي الى الى ذكر الاسباب المحتملة لهذه الظاهرة وهي :
1- حصول اختلاف في توقيتات المحرك ( Engine timing ) :
وهذا يعود الى الاسباب التالية :
خلل في عملية ضبط سير او جنزير المحرك ــــ انزلاق في السير او الجنزير بسبب حصول ارتخاء فيهما وسوفان في المسننات , ويعتبر ذلك كنتيجة طبيعية لانتهاء صلاحية السير او الجنزير ولواحقه ــــ انزلاق بكرة عمود الكرنك المسننة والمتصلة بسير او جنزير التايمن وعدم ثباتها في موقها الصحيح ناتج عن ضرر فيها او في الوصلة المعدنية التي تعشق البكرة بعمود الكرنك .
2- خلل في الديلكو او حصول شرخ وفطر في غطاء الديلكو :
ينتج عنه حصول قفزة في الشرارة وبشكل عشوائي وخاطيء , ومما يزيد الطين بلّه هو توقف احد البواجي او اكثر عن العمل فيحصل ضغط ارتدادي للشرارة باتجاه الديلكو , وهذا الضغط الارتدادي ممكن الحصول في منظومة الاشعال الحديثة ايضا والمسمى ( Coil Pack ) .
3- غلق وفتح صمام الخانق بسرعة وبصفة متكررة عند الضغط والرفع لعتلة الوقود بشكل سريع ومتكرر:
في محركات السيارات العالية الاداء فان المحرك يستغرق الكثير من الوقود لكي يستطيع انتاج اكبر طاقة ممكنة , وحينما يقوم السائق بالرفع عن عتلة الوقود وبشكل سريع فان هذا يعني ان صمام الخانق سوف ينغلق بسرعة كبيرة , وهذا له تاثير كبير على على نسبة الهواء الداخل الى المحرك , حيث انه يتاثر بشكل اسرع من عملية جريان الوقود , وخلال هذه اللحظات السريعة فان تغذية الوقود سوف تكون اكثر من نسبة الهواء المكافيء له والداخل عبر بوابة الهواء ( الثروتل بدي ) ومن خلال صمام الخانق , وهذا بطبيعة الحال سوف يجعل الخليط غني بالوقود وعلى حساب نسبة الهواء فلا يحصل الاحتراق المثالي والكامل للخليط , فتتبقى نسبة من الوقود تاخذ مجراها الى الى منظومة العادم .
في السيارات الحديثة عموما فان النقطة رقم ( 3 ) سوف لن يكون لها تأثير ما لم يتم اجراء تعديلات وتحويرات على السيارة , وذلك لسببين مهمين وهما :
1- ان ردة فعل واستجابة منظومة حقن الوقود المباشر تجاه امدادات الوقود تتغير بنفس سرعة تغير الهواء بحيث لا يصبح غنيا بالوقود وفي اي وقت حتى في حالة تباطؤ السرعة .
2- ان منظومة التحكم بالانبعاثات الضارة عموما تضع حواجز وبما فيه الكفاية امام تدفق مخلفات العادم وتبطيء من جريانه , في ذات الوقت الذي تتهيأ فيه علبة البيئة ( Catalytic Converter ) في توفير هواء اكثر نقاءً يختلط مع مخلفات العادم الغنية بالوقود ويساعد على حرق بقايا الوقود الموجود في مخلفات العادم قبل الوصول الى نهاية فتحة العادم .
حيث ان الحرارة العالية داخل علبة البيئة والهواء النقي المتوفر , سوف يوفر الظروف المناسبة لحرق الوقود , وهذا بطبيعة الحال سوف يقصّر من عمر علبة البيئة , ولكن سوف يمنع حدوث ظاهرة صوت الانفجار في الاقزوز ما لم يتم اجراء تعديلات مثل فصل والغاء علبة البيئة وكذلك في حالة ان علبة البيئة لم تسخن بما فيه الكفاية خصوصا بعد تشغيل المحرك ولفترة قصيرة .
4- حصول تسريب في منظومة العادم , وبالخصوص من مكان اتصال النبوب العادم بالمتشعب الحار ( Exhaust Manifold ) :
اي فتحة او ثقب في مكان قريب من اتصال انبوب الاقزوز مع المتشعب الحار سوف يسمح للهواء الخارجي في التسرب الى الداخل واختلاطه مع مخلفات الاحتراق الحاوية على نسبة غير محترقة من الوقود فيؤدي الى اشتعال واحتراق هذه المخلفات محدثة صوت عالي .
5- فتح وازالة علبة البيئة ( Catalytic converter ) من منظومة العادم .
6- عملية التداخل الحاصلة ما بين صمامات الادخال والاقزوز , وتسمى هذه العملية بـ ( Valve Overlap ) :
عملية التداخل هي عبارة عن حصول عملية مقاربة وتزامن عند حركة الصمامات داخل المحرك فيؤدي الى فتح صمام الادخال والاقزوز في نفس الوقت عند نهاية شوط الاقزوز وبداية شوط السحب , مما يؤدي الى تسرب نسبة من ابخرة الوقود من صمام العادم باتجاه الاقزوز ومنه الى نهاية فتحة الاقزوز .
كما ان حصول خلل في صمام الاقزوز وعدم تمكنه من الغلق التام يعتبر سبب اضافي ينبغي التنويه اليه .
7- حصول اختلاف في اوامر الاشتعال بسبب الخطأ الحاصل في ترتيب وتركيب اسلاك البواجي وعلى حسب أوامر الاشتعال الخاصة بالمحرك .
مقاطع الفيديو المرفقة :
النقطة رقم ( 7 ) :
النقطة رقم ( 6 ) :
سيارات السوبر كار :
النقطة رقم ( 5 ) :
تم الموضوع
​تحياتي