أدى التطور التقني في العقود الأخيرة إلى الحد من سرقة السيارات؛ حيث يرجع الفضل في هذا أيضا إلى المعايير، التي اتخذتها شركات السيارات للعمل على تحسين أنظمة الحماية من السرقة، والمجموعة الموسعة من الحيل التقنية والميكانيكية الجديدة.

غير أن بعض هذه الحلول يقتصر دوره على مجرد تعطيل السارق، في حين تستطيع أنظمة أخرى تحديد موقع السيارة بعد سرقتها، أو حتى محاربة السارق، ولكن بعضها يعيبه عدم العملانية في التركيب، وغالبا ما ينصح الخبراء بالربط بين وسائل الحماية الميكانيكية والإلكترونية.




أنظمة منع الحركة الإلكترونية




ويتم تجهيز معظم سيارات الركوب الخاصة بقفل المقود، والنظام الإلكتروني لمنع الحركة؛ حيث أوضح هارالد شميت أن جميع السيارات في الوقت الحالي تقريبا يتم تجهيزها بأنظمة منع الحركة الإلكترونية، والتي تقوم بمنع التحرك غير المصرح به بالسيارة من خلال تدخل مشفر في نظام إدارة المحرك؛ حيث لا يمكن بدء تشغيل السيارة إلا عن طريق مفتاح مشفر.

وإلى جانب الآليات، التي يتم التجهيز بها بشكل قياسي، هناك حلول مختلفة للتجهيز اللاحق؛ حيث يمكن الجمع بين قفل المقود و"كلبش" العجلات، وقفل نقل الحركة بالمقود أو العجلة أو نقل الحركة، وتعمل هذه الوسائل كأنها مانع حركة ميكانيكي.

وأضاف فيليب شرايبر، من الهيئة الألمانية لمراقبة الجودة، أن هذه التجهيزات تمتاز بانخفاض تكلفتها، والتي تتناسب مع السيارة ذات الأسعار المنخفضة، بالإضافة إلى سهولة التركيب؛ حيث أنها تتواءم مع جميع السيارات؛ لأنه لا يتم تثبيتها بشكل دائم.

ومن جانبه، أوضح بوركهارد بوتشر، من نادي السيارات ADAC الألماني، أن مثل هذه الأقفال تعمل على بذل المزيد من الجهد من قبل اللصوص. وهنا يعارضه شرايبر بأنها ليست مريحة، إذا تم استخدامها بشكل يومي، ولاسيما "كلبش" العجلات، الذي يتم تركيبه على العجلات من الخارج.



رقاقات الزجاج


ومن خيارات الحماية الميكانيكية الأخرى الرقاقات الخاصة بالزجاج، والتي تصعّب من عملية كسرها، ويعتبر جهاز الإنذار من أنواع الحماية التقليدية الإلكترونية، والتي تقوم بردع اللصوص عن طريق الصوت العالي للإنذار. ومع بعض الأنواع يتم إنارة الكشافات الأمامية لجذب انتباه المارة، وهناك أنواع أيضا تقوم برش غاز مسيل للدموع.

وترتبط أجهزة الإنذار مع الأقفال ويتم تفعيلها عند محاولة اقتحام الأبواب أو غطاء حيز المحرك، ويتم رصد كسر الزجاج والدخول إلى المقصورة الداخلية بواسطة مستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.


وغالبا ما تقوم شركات السيارات بتركيب أنظمة الإنذار في موديلاتها الحالية، ولكن هذه الأنظمة تتوفر بطبيعة الحال ضمن خيارات التجهيزات اللاحقة. ويعتبر النظام العالمي لتحديد من المواقع من الأنظمة المتطورة للحماية من السرقة، وتتناسب هذه التقنية مع السيارات الفارهة ذات الأسعار المرتفعة.


ويفيد جهاز التعقب المثبت في السيارة في الإخبار عن موقع السيارة بعد تعرضها للسرقة عن طريق إشارة نظام تحديد المواقع، وأوضح بوتشر أن مثل هذه الأنظمة يمكنها تسهيل العثور على السيارة المسروقة، بشرط ألا يكون السارق قد اكتشف جهاز التعقب وقام بإبعاده.



وخلاصة القول في أن الخيارات الميكانيكية، مثل قفل المقود أو "كلبش" العجلات، تناسب الموديلات القديمة، أما السيارات الحديثة فيتناسب معها جهاز الإنذار أو نظام تحديد المواقع. وفي الوقت ذاته ينصح الخبير الألماني شميت بالجمع دائما بين وسائل الحماية الميكانيكية والإلكترونية لمواجهة عمليات سرقة السيارات.