يعتمد الرئيس الأمريكي على سيارة رئاسية خاصة في تنقلاته الداخلية والخارجية، يتم تصميمها بدقة متناهية على يد خبراء أمنيين، وتتميز بمواصفات تميزها عن أي سيارة أخرى في العالم.

وكانت السيارة الملقبة بـ"الوحش" آخر السيارات التي انضمت للخدمة الرئاسية، في عام 2018.

وبدأ تقليد اعتماد سيارة رئاسية خاصة في عام 1939، في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، كانت من نوع "لينكولن"، وحملت اسم "شروق الشمس".وتميزت شروق الشمس بمواصفات متقدمة بالنسبة لعصرها آنذاك، فقد كانت مزودة بزجاج قوي بسمك بوصة واحدة، وجهاز راديو للاستقبال والإرسال، ومقابض تمكن الخدمة السرية من التمسك بها، جميعها مثبتة على هيكل صلب قادر على مقاومة الضربات القوية نسبيا.ولفتت ضربة وجهتها اليابان إلى مناطق أمريكية خلال الحرب العالمية الثانية نظر السلطات الأمنية إلى ضرورة توفير حماية إضافية للرئيس، ما دفعها إلى إدخال تعديلات إضافية على سيارته، شملت تصفيح الأبواب، وتزويدها بإطارات مضادة للرصاص، بالإضافة إلى دعمها بأسلحة أسفل كل باب من أبوابها.لحظة فاصلة
وعزز اغتيال الرئيس الراحل، جون كينيدي، الاهتمام بإعدادات الأمان بعد قتله بعيار ناري أثناء مسيرة بسيارته المكشوفة عام 1963.
ومنذ ذلك الحين، دخلت 12 سيارة خاصة الخدمة الرئاسية، كان معظمها من صنع شركتي "لينكولن" و"كاديلاك".وفيما يخص "الوحش"، أحدث السيارات الرئاسية، فهي من نوع "كاديلاك"، وتعتبر أكثر السيارات أمانا في العالم.وبلغت تكلفة السيارة الرئيسية الأخيرة مليونا ونصف المليون دولار، وفق قناة "الحرة".


ونظرا لإمكانياتها المذهلة، يصف موقع "msn" الوحش بأنها "دبابة" وليست مجرد سيارة.


إمكانيات هائلة

وتم تصفيح السيارة الوحش بدرع عسكري بسمك لا يقل عن خمسة إنشات، واستخدم في تصفيحها مزيج من الفولاذ المزدوج والألومنيوم والتيتانيوم والسيراميك، لتكون مقاومة للقذائف والقنابل فعلا.

كما تتمتع السيارة بقدرة مذهلة على مقاومة الألغام الأرضية.


ولا يقل وزن السيارة الوحش عن 9000 كيلوغرام، ما يجعل وصف الدبابة منطقيا بالنسبة لها.
ولعل من اللافت للنظر هو أن أبواب الركاب في السيارة تفتح بطريقة سرية لا يمكن لأحد معرفتها سوى عناصر الخدمة السرية المخولين بالأمر.


ويبلغ سمك الأبواب 8 بوصات، ما يجعلها بمثابة ملجأ عند إغلاقها، ومن الممكن أن يتم وصلها بتيار كهربائي لحمايتها من المتطفلين.

وقد يكون أهم ما يميز السيارة هي الثلاجة التي تحمل دما احتياطيا يطابق فصيلة دم الرئيس.
وتتمتع الوحش بإطارات مقاومة للتمزق والثقوب، ومبطنة بإطارات فولاذية تمكنها من الاستمرار بالحركة حتى ولو تعرضت إطاراتها للتلف.
ويوجد في داخل السيارة حاجز زجاجي لا يمكن لأحد التحكم به سوى الرئيس، كما تحتوي على زر تنبيه لحالات الطوارئ.
وتتمتع الوحش بتدعيمها بمصدر خاص بها للأكسجين، يتم اللجوء له في حالة التعرض لهجمة كيميائية مثلا.
وتم تزويد مقصورة الرئيس بهاتف يعمل بالأقمار الصناعية، وباتصال مباشر بنائبه وبالبنتاغون.
أما خزان الوقود فقد تم تصفيحه وتزويده بطبقة رغوية تمنع انفجاره حتى ولو تعرض لحادث، بالإضافة إلى نظام لمكافحة الحرائق تمت تثبيته في السيارة.
كما تم تسليح السيارة ببنادق وقنابل مسيلة للدموع، ونظام دخاني يعمل على حجب السيارة عن الرؤية.
وبالنسبة لمقصورة السائق، فقد تم تزويدها بمركز اتصالات متكامل، ونظام تتبع.
وتم تثبيت كاميرا في الشباك الأمامي للسيارة، تدعم سائقها بنظام رؤية ليلية دقيق.


تدريبات مكثفة


ويتم تدريب سائق السيارة بشكل خاص على يد الخدمة السرية المكلفة بحماية الرئيس، للتعامل مع أحلك ظروف القيادة.


ويركز تدريب السائق على تكتيكات الهروب والمراوغة، بالإضافة إلى القيادة بزوايا صعبة، والالتفاف بدرجة 180 درجة.
كما يمكن للسائق ترك بقعة من الزيت لعرقلة مطاردة السيارة في حالات الطوارئ.
ويشتمل تدريب السائقين على التعامل مع الأسلحة النارية والإسعافات الأولية وحالات الطوارئ بكافة أشكالها.
مواقف غير اعتيادية
وواجهت السيارات الرئاسية مواقف استثنائية كانت طريفة في بعضها، لعل أبرزها ما حدث لدى زيارة الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى إيرلندا، حيث علقت السيارة بأرضية بوابة السفارة الأمريكية أمام حشد من الجماهير لدى محاولة السائق الخروج منها نحو الشارع.

ولفت الرئيس ترامب انتباه الكاميرات عندما منح ترامب الفرصة للرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، لإلقاء "نظرة خاطفة" على السيارة الرئاسية المميزة.