السيارات الصينية قادمة بقوة إلى جميع دول العالم

السيارات
السيارات الصينية قادمة بقوة إلى جميع دول العالم

– 21/03/1428هـ

منذ ما يزيد على 20 عاماً كانت صناعة السيارات في الصين من الصناعات الهامشية في الدولة التي تعتبر الأكبر على مستوى عدد السكان، فقد كانت هذه الصناعة مقتصرة على بعض الشركات التي كانت تصنع بعض سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغ

– 21/03/1428هـ

منذ ما يزيد على 20 عاماً كانت صناعة السيارات في الصين من الصناعات الهامشية في الدولة التي تعتبر الأكبر على مستوى عدد السكان، فقد كانت هذه الصناعة مقتصرة على بعض الشركات التي كانت تصنع بعض سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغ

– 21/03/1428هـ

منذ ما يزيد على 20 عاماً كانت صناعة السيارات في الصين من الصناعات الهامشية في الدولة التي تعتبر الأكبر على مستوى عدد السكان، فقد كانت هذه الصناعة مقتصرة على بعض الشركات التي كانت تصنع بعض سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة والآليات الثقيلة المخصصة للجيش الصيني، وكانت قلة قليلة من المواطنين الصينيين تملك سيارة، حيث تعتمد الغالبية العظمى من الناس على وسائل النقل العامة والدراجات الهوائية.

ومع بداية الانفتاح الاقتصادي في مرحلته الأولى بداية الثمانينيات من القرن الماضي دخلت مجموعة من شركات السيارات الأجنبية إلى السوق الصينية وذلك ضمن اتفاقيات وقعتها مع الحكومة الصينية من أجل إنتاج سيارات اقتصادية بأسعار منافسة تتناسب ودخل الفرد الصيني الذي يعتبر متدنياً بالمقارنة مع كثير من دول العالم.

وقبل عدة أعوام كانت شركة فولكس فاجن تسيطر على الأسواق الصينية بنسبة تصل إلى 50 في المائة من المبيعات هناك، وتبعتها جنرال موتورز التي كانت تتوسع بشكل تدريجي، وفي أثناء ذلك كانت بعض الشركات الصينية الصغيرة تنتج أعداداً قليلة من السيارات وتبيعها في الأسواق مع العلم أن مستويات الجودة والتجهيزات كانت متدنية جداً.
وفي التسعينيات من القرن الماضي دخلت بعض الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية ومنها على سبيل المثال مجموعة بي إس إيه الفرنسية عبر فرعها سيتروين، ونجحت الشركة في الحصول على نسبة تزيد على 10 في المائة من السوق الصينية في بعض الفترات.
ودخول الصانعين الأجانب إلى السوق الصينية يعود إلى عدة أسباب منها أن السوق الصينية سوق واعدة نظراً للعدد الهائل من السكان، إضافة إلى قلة عدد السيارات في الصين مقارنة مع عدد السكان حيث كانت تبلغ في الماضي القريب 14 سيارة لكل ألف نسمة في حين أن هذه النسبة تبلغ في الولايات المتحدة مثلاً 770 سيارة لكل ألف نسمة مع فارق دخل الفرد الأمريكي بكل تأكيد.
لكن الأمور تبدلت خلال السنوات الأخيرة حيث استطاع مجموعة من الصانعين الصينيين تثبيت مواقعهم في السوق الصينية من خلال إنتاج سيارات صغيرة بأسعار منافسة مع تحسين في مستويات الجودة والتجهيزات.
وكان لافتاً في السنوات الأخيرة التغلغل الياباني في صناعة السيارات في الصين مع دخول مجموعة من شركات السيارات اليابانية إلى الأسواق الصينية وإنتاج مجموعة من طرازاتها هناك وتوفيرها بأسعار منافسة مقابل السيارات الأجنبية الأخرى.
وتقوم شركات السيارات الأجنبية في الوقت الراهن بتوسيع حضورها في الصين من خلال عقد اتفاقيات تعاون مع مجموعة من الصانعين المحليين، فعلى سبيل المثال تنتج شركة بي إم دبليو سيارات الفئة الثالثة والفئة الخامسة بالتعاون مع شركة (بريليانس هولدينجز) كما أن أودي تنتج طراز إيه 6 بالتعاون مع شركة (شانغهاي أوتوموتي?) التي تنتج أيضاً طراز باسات من فولكس فاجن وبعض الطرازات المحلية التي تشبه طرازات أوروبية شهيرة مثل جولف وبولو وغيرها.
أما مجموعة بي إس إيه الفرنسية فوقعت عقداً مع شركة (دونج فونج موتورز) من أجل إنتاج طرازي بيجو 307 وسيتروين سي4 بفئات متعددة منها مثلاً فئة سيدان من هذه السيارة التي تنتمي إلى فئة الهاتشباك.
الجدير بالذكر أيضاً أن شركة دونج فونج تتعاون مع نيسان في إنتاج بعض الطرازات في الصين مثل ساني، تيدا، إضافة إلى طراز بلوبيرد.
تويوتا من جهتها تتعاون مع مجموعة كبيرة من الصانعين المحليين وهي تسوق طرازات متنوعة بدءاً من السيارات الصغيرة المدمجة وصولاً إلى سيارات الدفع الرباعي الكبيرة.
الشركات الأوروبية استفادت أيضاً من السوق الصينية فمجموعة دايملر- كرايسلر التي استثمرت ما يقرب من ملياري دولار في الصين تتعاون مع شركة بكين لصناعة السيارات في إنتاج الفئة سي والفئة إي من مرسيدس المخصصة للسوق الصينية، كما أن فرعها الأمريكي كرايسلر ينتج طرازات جيب شيروكي منذ زمن طويل في الصين، إضافة إلى إنتاج طراز 300 سي المتوسط الحجم.
الشركات الأمريكية تنافس بدورها في السوق الصينية وتعتبر جنرال موتورز من أبرزها، حيث إنها تتعاون مع شركة (شانغهاي لصناعة السيارات) في إنتاج طرازات بويك وشيفروليه، وتعمل جنرال موتورز على رفع إنتاجها في الصين إلى ما يزيد على مليون سيارة سنوياً والاستحواذ على نسبة مبيعات تبلغ 15 من مجمل السوق الصينية خلال عدة أعوام.
وعام 2006 كان عاماً مميزاً بالنسبة لصناعة السيارات الصينية، فقد تم إنتاج 7.28 مليون سيارة بزيادة بلغت 25 في المائة مقارنة مع العام 2005، وقد أصبحت الصين بذلك ثالث أكبر منتج للسيارات في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان، وهي تعتزم زيادة إنتاجها من السيارات ليصل إلى ثمانية ملايين سيارة خلال عام 2007.
وقد حققت صناعة السيارات الصينية خلال عام 2006 أرباحاً عالية، حيث وصلت إلى 76.8 مليار يوان صيني (عشرة مليارات دولار) أي بزيادة تبلغ نسبتها 46 في المائة مقارنة بعام 2005 وذلك مع بيع 7.22 مليون سيارة، لتصبح الصين بذلك في المرتبة الثانية من حيث عدد السيارات المباعة فيها بعد الولايات المتحدة متجاوزة اليابان في ذلك.
الجدير بالذكر أن عدد الصانعين المسجلين في الصين كمنتجين للسيارات يبلغ 1500 صانع بعضهم لا ينتج أكثر من 300 سيارة سنوياً، في حين أن بعضهم ينتج ما يصل إلى عشرة آلاف سيارة سنوياً عدا طبعاً عن الصانعين الكبار الذين ينتجون مئات الآلاف من السيارات سنوياً.
وتعمل الشركات الصينية على تعزيز حضورها في الخارج وهي نجحت في رفع صادراتها إلى الضعف في عام 2006، واستطاعت الوصول إلى مجموعة من الأسواق العالمية، حتى أن الشركات الصينية بدأت في عرض منتجاتها في السوق الأمريكية، على سبيل المثال فقد اتفقت كرايسلر مع شركة (شيري) على توزيع سيارات هذه الأخيرة في الولايات المتحدة. كما أن العديد من الصانعين الصينيين يرغبون في تسويق سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الخفيفة في الأسواق الأمريكية مستفيدين من فارق السعر الذي يصب في مصلحة السيارات الصينية، حيث تنخفض أسعار السيارات الصينية بنسبة تبلغ 30 في المائة مقارنة مع سيارات أجنبية من الفئة نفسها، ومن الأمثلة الناجحة على مستوى سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الخفيفة مصنع جريت وول موتور الذي نجح في تصدير كميات كبيرة إلى منطقة الشرق الأوسط وروسيا. ومن أشهر الطرازات التي ينتجها هذا المصنع بيك أب دير إضافة إلى سيارة هوفر ذات الدفع الرباعي وهي تخطط لإنتاج طرازات جديدة من عدة فئات بما فيها سيارات من فئة الهاتشباك.
أخيراً، من المؤكد أن صناعة السيارات الصينية قد قطعت أشواطاً كبيرة من التطور والتقدم في مختلف الاتجاهات، وهي تذكر بما كانت عليه كل من الصناعة اليابانية والصناعة الكورية في بداية الأمر، ويمكن القول إن التقارير التي تتحدث عن سيطرة الصين على صناعة السيارات العالمية هي تقارير تتمتع بمصداقية عالية تؤكدها المعطيات الحالية على أرض الواقع.

السيارات - سياسة الخصوصية - اتصل بنا