بعد إفلاس شركة روفر: هل انتهى عهد السيارة البريطانية الخالصة؟

السيارات
بعد إفلاس شركة روفر: هل انتهى عهد السيارة البريطانية الخالصة؟

لندن: «الشرق الأوسط»
تبدو صناعة السيارات البريطانية وكأنها الضحية الاولى «للعولمة» المتزايدة في قطاع صناعة السيارات بعد أن أنهى إفلاس شركة السيارات البريطانية «إم* جي روفر»، مطلع الشهر الحالي تجربة صناعة السيارات البريطانية المستقلة ـ باستثناء بعض المصالندن: «الشرق الأوسط»
تبدو صناعة السيارات البريطانية وكأنها الضحية الاولى «للعولمة» المتزايدة في قطاع صناعة السيارات بعد أن أنهى إفلاس شركة السيارات البريطانية «إم* جي روفر»، مطلع الشهر الحالي تجربة صناعة السيارات البريطانية المستقلة ـ باستثناء بعض المصالندن: «الشرق الأوسط»
تبدو صناعة السيارات البريطانية وكأنها الضحية الاولى «للعولمة» المتزايدة في قطاع صناعة السيارات بعد أن أنهى إفلاس شركة السيارات البريطانية «إم* جي روفر»، مطلع الشهر الحالي تجربة صناعة السيارات البريطانية المستقلة ـ باستثناء بعض المصانع الحرفية الصغيرة مثل «مورغان» و«بريستول» و«كاترهام».منذ انتقلت، قبل سنوات قليلة، ملكية شركة السيارات البريطانية العريقة «رولز رويس» إلى شركة «بي. إم. دبليو» الالمانية وتلتها شركة بنتلي، التي انتقلت ملكيتها الى شركة «فولكس فاغن» الالمانية ايضا، لم يتبق على الساحة سوى «إم. جي روف» كشركة سيارات بريطانية غير مملوكة للاجانب.

ولكن خسائر الشركة حملت وزارة التجارة والصناعة البريطانية الى الاعلان، هذا الشهر، عن وقف دعمها للشركة، الامر الذي جعل تصفيتها محتمة بعد فشل محاولة الشركة التحالف مع شركة صينية.

رغم ان أداء شركة روفر التجاري جهل انهيارها المتوقع منذ أكثر من سنة، فقد شكل هذا الانهيار ضربة مؤلمة لبريطانيا سواء على الصعيد الاقتصادي، لما أسفرت عنه هذه الخطوة من فقدان آلاف الوظائف، أو على صعيد الشعور القومي على اعتبار أن روفر شكلت أحد الرموز الوطنية للمملكة المتحدة منذ طرحت في الاسواق أول سيارة انتجها مصنعها في برمنجهام عام 1904.

ولهذا أطلق البريطانيون على يوم الجمعة الذي الذي شهد إعلان توقف جهود إنقاذ الشركة اسم ـ الجمعة الاسود ـ.

يذكر أن روفر بيعت منذ خمس سنوات إلى اتحاد رجال أعمال بريطانيين مقابل عشرة جنيهات استرلينية كسعر رمزي بهدف إنقاذ الشركة من التصفية.

وكانت وزيرة التجارة والصناعة البريطانية باتريشيا هوايت قد رفضت ضخ أموال حكومية جديدة في الشركة المتعثرة بعد انسحاب شركة «شنغهاي أوتوموتيف إنداستري كوربورشن» الصينية، المملوكة من الدولة، من إتمام صفقة شراء الشركة البريطانية بعد مفاوضات طويلة لإنقاذ الشركة* وقالت هوايت في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) ـ إنه نبأ كارثة.. كل الآمال بالنسبة لروفر انتهت ـ.

وكانت مؤسسة «أدمنيسترايتور برايس ووترهاوس كوبرز» البريطانية التي تدير عملية إنقاذ «إم. جي روفر» اعلنت انه لا يوجد أي مؤشر واقعي على قدرة شركة السيارات البريطانية على الاحتفاظ بآلاف العمال في مصنعها* ويرى محللون أن انهيار إم. جي روفر آخر شركة سيارات بريطانية مستقلة سيشكل ضربة موجعة لحكومة بلير التي تستعد لخوض انتخابات عامة في الخامس من الشهر المقبل.

ويبدو أن سوء حظ روفر كان أقوى من كل محاولات إنقاذها. فعلى مدى أكثر من مائة عام عانت الشركة من أوقات عصيبة عدة. وفي كل مرة كانت الجهود تبذل لاخراجها من الازمة كما حدث في سبعينات القرن العشرين عندما تدخلت الحكومة البريطانية لمساعدتها. وفي تسعينات القرن نفسه عانت مرة أخرى من المشكلات وتدخلت شركة بي. إم. دبليو الالمانية وقررت شراءها عام 1994* ولكن الشركة الالمانية قالت إنها دخلت فخ الخسائر بعد أن بلغت خسائر الشركة البريطانية 600 مليون جنيه استرليني سنويا فقررت الرحيل.

وفي عام 2000 وافقت على بيعها لمجموعة من المستثمرين واتحاد عمالها مقابل سعر رمزي قدره عشرة جنيهات استرلينية وتقديم قروض بدون فوائد قيمتها 500 مليون جنيه استرليني.

ولكن المحاولة الاخيرة باءت بالفشل لتخرج بريطانيا من عالم صناعة السيارات.

السيارات - سياسة الخصوصية - اتصل بنا