السيارات – بالنسبة لمعظم المستهلكين، لا تزال السيارات الكهربائية هي سيارات المستقبل، ومع وجود العديد من السيارات الجديدة التي تعمل بالكهرباء قادمة في الأعوام القادمة، فإن هذا المستقبل أقرب بكثير مما يعتقد الكثيرون، وأولئك الذين يظلون غير عالمين بفضائل السيارات الكهربائية غالباً ما يتمسكون بتصورات غير دقيقة لهذا النوع، وفيما يلي نظرة سريعة على أشهر هذه المفاهيم الخاطئة الشائعة حول السيارات الكهربائية.
في أمريكا، يقوم الناس ما معدله 60 كم في اليوم وفقاً لوزارة النقل الأمريكية، حتى السيارات الكهربائية ذات النطاق القصير يمكنها السير لمسافة أكثر من ضعف ذلك قبل الحاجة إلى إعادة شحنها مرة أخرى، ومن بين السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة، سيارة نيسان ليف بنطاق قدره 240 كم لكل شحنة، في حين تأتي شيفروليه بولت الكهربائية بنطاق يصل إلى 383 كم لكل شحنة، وتتميز النسخة الكاملة من هيونداي كونا بنطاق قدره 415 كم لكل شحنة، وإذا كنت تمتلك أموالاً أكثر، فإن الإصدار الأعلى من تيسلا موديل 3 يأتي بنطاق قدره 499 كم لكل شحنة، في حين أن إخوته الأكثر تكلفة مثل موديل S يأتي بنطاق 540 كم لكل شحنة، وتزعم تيسلا أن رودستر الجديدة، المتوقع إطلاقها في عام 2020 ستحصل على مدى قدره 998 كم لكل شحنة.
في الواقع، تعد السيارات الكهربائية أسرع بشكل عام من نظيراتها العاملة بالبنزين، وذلك لأن المحرك الكهربائي يولد 100% من عزم الدوران المتاح على الفور، وتعتبر النسخة الأعلى من تيسلا موديل S واحدة من أسرع السيارات الإنتاجية في العالم، مع تسارع من 0 إلى 96 كم/س في 2.5 ثانية فقط.
على الرغم من أن تكاليف السيارات الكهربائية من المتوقع أن تنخفض بشكل كبير في السنوات القادمة، إلا أن معظمهم يتم تسعيرهم الآن مقارنة بالموديلات المماثلة التي تعمل بالبنزين، بالإضافة إلى وجود خصومات نقدية تقدم لمشتري السيارات الكهربائية في بعض الدول فمثلاً يمكن لسكان كاليفورنيا الحصول على خصم نقدي يتراوح بين 2,500 دولار (9,300 ريال) و4,500 دولار (16,800 ريال) من الولاية حسب دخلهم.
نظراً لأن هذه السيارات لا يتم اختبارهم جميعاً من قبل الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) أو معهد التأمين للسلامة على الطرق، ومع ذلك حين يتم اختبارها تحصل عادة على علامات جيدة، فعلى سبيل المثال، حصلت شيفروليه بولت EV على خمس من أصل خمس نجوم لحماية الركاب من NHTSA، ونفس الأمر في تيسلا موديل 3 وموديل X، ولم يتم اختبار موديل S بعد.
أما بالنسبة للمخاوف من اشتعال البطاريات وربما انفجارها في الحوادث، فيبدو أن هذه المخاوف مبالغ فيها إلى حد ما، فقد توصل تحقيق معمق أجرى مؤخراً حول هذا الموضوع أجرته NHTSA إلى أن تواتر وشدة الحرائق والانفجارات التي تحدث في أنظمة بطاريات الليثيوم أيوم يمكن مساواتها أو ربما أقل بقليل من مثيلاتها من السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.
تقوم المحركات الكهربائية بتحويل 75% من الطاقة الكيميائية من البطاريات لتشغيل العجلات، وبالمقارنة، فإن محركات الاحتراق الداخلي تقوم بالاستفادة من 20% فقط من الطاقة المخزنة في البنزين، والأفضل من ذلك، أن السيارات الكهربائية لا تنبعث منها ملوثات مباشرة، ويزعم البعض أنهم ما زالوا يلوثون الجو، على الأقل بشكل غير مباشر، عبر محطات توليد الكهرباء التي تنتج الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
وتميل السيارات الكهربائية إلى تحقيق أفضل النتائج في هذا الصدد خاصة في أجزاء من كاليفورنيا ونيويورك والمحيط الهادئ الشمالي الغربي، حيث تنتشر موارد الطاقة المتجددة، وبشكل أقل في مناطق أخرى، وعلى الرغم من ذلك، توصلت دراسة أجراها اتحاد من العلماء إلى أن السيارات الكهربائية مسؤولة عموماً عن تلوث أقل من السيارات التقليدية في كل مناطق الولايات المتحدة.